عرض لبعض خدمات موسوعة الحديث الشريف لجمعية المكنز الإسلامى

(الإصدار الثانى- عرض علمى)

الباحث : أحمد سيد محمد على نسيرة

باحث لغوى بمشروع السنة المشرفة بجمعية المكنز الإسلامى

   العودة لصفحة المؤتمر 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبين ورحمة الله للعالمين، محمد النبى الأمى وعلى آله وصحبه أجمعين.

ثم أما بعد:

حتى لا أطيل على حضراتكم سأدخل فى الموضوع مباشرة، سنتحدث عن بعض المزايا العلمية التى تتميز بها موسوعة المكنز الإسلامى عن غيرها من الموسوعات.

أول ما يميز هذه الموسوعة المادةُ العلمية التى تحتوى عليها؛ وهى نصوص الكتب الستة، إضافة إلى موطإ الإمام مالك، ومسند الإمام أحمد بن حنبل.

فقد رُوجعت هذه المادة مراجعة علمية دقيقة على يد نخبة من الباحثين، وتحت إشراف علمى دقيقٍ؛ فكانت هذه الموسوعة وعاءً لإظهار هذا الجهد الكبير.

وأعددنا - بفضل الله تعالى - الكثير من الفهارس العلمية التى نعدها مزية كبيرة فى موسوعتنا هذه، وسأذكر بعض الفهارس وما تتميز به على سبيل الإيجاز:

فالموسوعة تضم مجموعة من الفهارس العلمية:

1- فهرس الأحاديث القدسية

2- فهرس المحتوى

3- فهرس الأحاديث المسماة

4- فهرس السلاسل

5- فهرس الثنائيات

6- فهرس كتب التخريج

7- فهرس الألفاظ الغريبة

8- فهرس الأماكن والبلدان

9- فهرس الأيام التاريخية

10- فهرس القبائل والجماعات

11- فهرس أعلام المتن

12- فهرس الجرح والتعديل

13- فهرس الشعر والرجز ونحوهما

14- فهرس الآيات

وهذه الفهارس تُيَسِّر على الباحث عملية البحث، وتوقفه على أماكن ما كان البحث العادى فى النصوص ليوصله إليها إلا بشق الأنفس، ومثال ذلك:

1 - عندما يبحث الباحث بالطريقة العادية عن كلمة (المدينة) فلن يجد فى نتائج البحث النصوص التى وردت فيها المدينة بصيغة أخرى مثل (يثرب وطابة وطيبة)، لكننا فى عملنا فى فهرس الأماكن ربطنا هذه الصور جميعًا؛ حتى إذا أجرى المستخدم بحثًا بأى صورة منها فى فهرس الأماكن يقف على جميع هذه المواضع.

2 - وإذا استخدمنا فهرس الأماكن للبحث عن كلمة (مسجد) مثلًا، فسنجد قائمة بجميع أسماء المساجد التى وردت فى نصوص الكتب الثمانية، وبتخصيص اسم من هذه الأسماء مثل (مسجد ذى المروة) سنجد جميع الأحاديث التى ورد فيها ذكر لهذا المسجد، حتى إذا كان قد ذكر فى الحديث بلفظ (مسجد) دون تعيين.

وفى حالة استعراض أحاديث الموسوعة إذا وقف القارئ على حديث ورد فيه ذكر لكلمة (مسجد) يمكنه إذا فعَّل اختيار فهرس الأماكن أن يشير إلى كلمة (مسجد)، فسيظهر له تعيين لاسم هذا المسجد.

N1

 

3 - ولننتقل الآن إلى مثال آخر فى فهرس آخر، فعند البحث مثلا فى فهرس القبائل والجماعات عن قبيلة (بنى أسد) فسننجد أن هناك أكثر من قبيلة تشترك فى هذا الاسم، وقد حققنا اسم القبيلة، فوقفنا - بفضل الله تعالى - على بعض الأخطاء الواقعة فى بعض النصوص، فعلى سبيل المثال: عندما نستعرض مسند الإمام أحمد فسنجد هذا الحديث: (عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ وَعِنْدِى امْرَأَةٌ مِنْ بَنِى أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ...) [مسند الإمام أحمد: 26411]:

 N2

وإذا استعرضنا الخدمة الخاصة بالقبائل والجماعات وأشرنا إلى هذا العنصر الفهرسى فسنجد أن العنصر صوابه (بنو أسد بن عبد العزى) وهو أسد قريش.

4- وقد بذلنا جهدًا كبيرًا فى فهرس الألفاظ الغريبة، فشرحناها وشفعناها بمصادر الشرح، وراعينا اختلاف السياقات، فتجد اللفظة الواحدة مشروحة فى حديثٍ بمعنى، وفى حديث آخر بمعنى آخر.

وأضرب مثالا سريعًا - حتى لا أطيل على حضراتكم وحتى ألتزم بالوقت - بحديث رسول  (فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ) [مسند الإمام أحمد 17418]، فإذا نظرنا إلى شرح كلمة (النواجذ) كما ورد فى الموسوعة فسنجد أنه (الضواحك من الفم، وهى التى تبدو عند التبسم)؛ إذًا المقصود بها فى هذا الحديث الأضراس.

N3

 لكن الحديث الآخر الذى يقول فيه الراوى عن النبى : (ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ) المراد بكلمة (نواجذه) فيه اختلف، فالمراد الأنياب؛ فالخدمة التى وفرها هذا الفهرس هو شرح اللفظة بما يوافق سياقها.

N4 

 وكنت أتمنى أن يتاح لى وقت أكثر من هذا حتى أسلط الضوء على الكثير من مميزات الموسوعة؛ ولكن لضيق الوقت أكتفى بهذا القدر، وأشكركم شكرًا جزيلًا، وجزاكم الله خيرًا على حسن استماعكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  العودة لصفحة المؤتمر