مداخلات السادة الحضور حول بحث أ.د عبد الله دمفو
العودة لصفحة المؤتمر
سؤال من أحد السادة الحضور
هناك سؤال لفضيلة الدكتور عبد الله : هل توافقون على هذه الطريقة الرياضية فى الحكم على الحديث من خلال الألوان ؟ وأنا أعتقد أنكم لا توافقون على ذلك ، فالحكم على الحديث بمجرد الرجوع لتقريب التهذيب عند أهل العلم لا ينبغي، فلكم باع طويل فى علم العلل ودراساته، فلا بد من جمع طرق الحديث ، والنظر فيها مجتمعة حتى نستطيع الحكم على الحديث .
الأمر الثانى بالنسبة لعدم وصول العلماء السابقين إلى جمع طرق الحديث عن طريق راو واحد، وأيضا يعترض عليه من كلام العلل أن الحافظ الدارقطنى مثلا فى كتاب العلل يجمع جميع الطرق على راو واحد ونحن الآن فى كل هذه التكنولوجيا الحديث والكمبيوتر وطرق البحث الحديثة لا نستطيع أن نتوصل إلى هذه الطرق التى كان يحفظها الإمام الدارقطنى.
رد الدكتور عبد الله دمفو
أنا أقصد الحكم على الإسناد من خلال ثقة الرواة ، ولكن هناك أمور أخرى تتدخل فى الحكم على الحديث ....
وبالتالى أنا أقول : من أراد أن يظهر هذا الجانب يفترض أن يرجع إلى المختصين إذا أراد أن يحكم أمره .
أما بالنسبة لجمع الطرق ، فإن الإمام الحافظ الدارقطنى قد توسع كثيرًا فى كتابه العلل، لكن يذكر الدكتور أحمد معبد أن هناك روايات عديدة وأحاديث عديدة وأوجه عديدة فى كتاب العلل إما .... فى الكتب الموجودة بين أيدينا أو نستدركها وقد يكون من الاستدراك على الحافظ الدارقطنى أنه يغير أحيانا الحكم فى الاختلاف ويرجح ويقول الأَوْلى الجمع أو يجمع ويقول الأولى الترجيح ، ولكن هذا الأولى فيه التحاكم إلى القواعد .
ثم لا ينبغى لطالب العلم أن يجزم بما توصل إليه، بل ينبغى أن يستعمل عبارات تفيد الاحتمال مثل : الظاهر أنه كذا ... . فما نحن مع هؤلاء العلماء السابقين إلا كنقطة فى بحر .
مداخلة الدكتور حسين العبدلى
ما دام الكلام عن التقنية الحديث فى خدمة السنة ... عامة ، وليست متعلقة ببحث الدكتور عبد الله.
فكما تعلمون - حفظكم الله - ما يوجد الآن فى الساحة فى هذا الوقت من البرامج والموسوعات العلمية التى نشأت عن ... العلم وطلابه ، وسهلت الوصول إلى المعلومة فى أسرع وقت وأقل جهد ، ولكن هذه البرامج وهذه الموسوعة تبقى هى شهادات من ... المؤسسة، الغرض منه هو المادة والتجارة، ومنه ما هو خدمة لطلاب العلم ولكنه لم يرتق للجودة المطلوبة فدخل هذه البرامج التصحيف والتأليف والسقط وقضايا كثيرة لا يتسع المقام لبسطها.
والذى أراه وأطرحه بين أيديكم ولعل من المناسب إن رأيتم ذلك أن يكون هذا ضمن التوصيات، وهو : إيجاد جهة علمية متخصصة ، سواء كان ذلك فى الجامعات، أو فى مراكز البحوث تكون مسئولة عن تقييم هذه البرامج وتحكيمها واعتمادها، اعتماد النافع منها وَفق شروط محددة وقواعد واضحة، تلتزم بها تلك الجهات التى تتقدم لذلك ، فإن اجتازت هذه البرامج وهذه الموسوعات هذه الشروط تمنح اعتمادا يكون ذلك مسوغا لنشرها بين طلاب العلم والباحثين بين عامة الناس . ويعطى ثقة ومصداقية لها ، ويؤدى ذلك إلى إهمال البرامج الأخرى التى للأسف تمتلئ بها الساحة، وهى تجنٍّ على هذا التراث العظيم وتشويه له، وأنا أريد أن أسمع رأى المشايخ الفضلاء فى هذه الجلسة وهم المتخصصون فى هذا.
رد الدكتور عبد الله دمفو
أنا أؤيد تولى جهة علمية متخصصة تقييم هذا البرنامج، ومثل هذه الأعمال الكبيرة تحتاج إلى تحكيم، ولكن هذا البرنامج وهو موسوعة حرف وهى أفضل موسوعة تخدم الصنعة الحديثية توقف الآن تمامًا.
المسئولية عما نحن فيه دفعتنى فى المدينة المنورة فى قسم الحديث أن أقترح تدريس مادتين: مادة العلل ومادة ال... ، وجعلنا فى القسم مادة ال.... متطلبا لمادة العلل، لأننا لا نستطيع أن نصل إلى فهم مادة العلل إلا بجمع طرق الحديث .
الإشكالية تكمن فى أن البرنامج المشهور والمتداول هو المكتبة الشاملة، ومشكلتها أنها تمتلك خاصية تعد ميزة وتعد عيبًا فى الوقت نفسه، وهي: أن من شاء يستطيع أن يضيف ما شاء بأى معلومة شاء فى أى وقت شاء من أى مكان شاء. فكيف نعتد إذن بالمكتبة الشاملة إذا لم أراجع المعلومات على الكتاب الورقى. حتى فى الإصدار الأخير وهو الأكبر فى الحجم أدخلوا عنوانًا يسمى: مخطوطات حديثية. فيتعجب الواحد منا كيف أنهم أدخلوا المخطوطات ضمن إمكانيات الشاملة، وبعد التصفح تكتشف الحقيقة، وهى أنهم نسخوا نص مخطوطات فى الحديث بصيغة إلكترونية فقط وأدخلوها فى البرنامج، فهل يعتد بهذه نسخًا للمخطوطات الأصلية، وهل من كتبها مؤهل لهذا العمل؟ ثم نجد من طلاب العلم مَن يعتمد عليها ويحيل عليها.
فيمكن لجمعية المكنز تقييم أو تقويم البرامج الموجودة على الساحة كبداية ، ثم نستكمل خطوات هذا المشروع الكبير بإذن الله .
مداخلة د. مهندس ماهر عزت مدير عام دار التأصيل
ذكر فضيلة الدكتور عبد الله أن هناك خمس طرق لتخريج الحديث تدرس فى الجامعات، وقد أضاف لها الحاسب طريقتين، أوافق فضيلته على الطريقة الثانية وهى أن الحاسب أضاف إمكانية التخريج بأى راوٍ فى الإسناد، فيمكننا أن نبحث عما رواه سفيان بن عيينة ، ويمكننا أن نبحث عن الأحاديث التى رواها سفيان عن الزهري، وهذا لم يكن متاحا فى المصادر الورقية.
ولكن هناك أيضا من التخريج ما هو باللفظ وما هو بالجذر باستخدام الجذور كما فى معجم الجذور لجولدستهر، ويتميز الحاسب زيادة عن هذا كله بإمكانية البحث بالعبارة أو التخريج بعبارة. وقد توصلنا بفضل الله عز وجل - وفضيلتكم يذكر هذا البرنامج الذى استعرضناه منذ أربع سنوات فى المدينة المنورة - إلى التخريج بأى عبارة فى الحديث، ولو لم تكن مطابقة فى اللفظ ، وهذه إضافة حقيقية.
ولكنى أخالف فضيلة الشيخ فى التخريج برقم الحديث، ففى تقنية المعلومات لا يعد رقم الحديث حقلاً من حقول المادة العلمية التى نتعامل معها. وهو يتغير بتغير النسخ ويتغير بتغير الإضافات والروايات وما شابه ذلك، ويسمى فى علم تقنية المعلومات حقلا حسابيا، فلا يجوز أن نعتمد عليه لأنه هلامى ومتغير، ويستخدم فقط فى التطبيق الذى نتعامل معه.
العودة لصفحة المؤتمر