المداخلة الأولى : أ.د. الشريف. حاتم بن عارف العونى

أستاذ علم الحديث بجامعة أم القرى ، وعضو مجلس الشورى السعودى

العودة لصفحة المؤتمر 

تعليقًا على كلام الدكتور رفعت فوزى بشأن النشرات التجارية التى لا يبتغى أصحابها إلا الربح ، وتخرج مسيئة لأصحابها وللسنة النبوية، والمشكلة أنها قد غزت الأسواق وملأت المكتبات.

كذلك الرسائل الجامعية فى بعض الجامعات، التى يعدها طلاب العلم ويشرف عليها أساتذة فى أقسام علمية  ويقرؤها أساتذة آخرون، ثم ينال الطالب الدرجة العلمية باسم هذا القسم العلمى وهذه الجامعة، على تحقيق سيئ بدرجة كبيرة تسىء للسُّنَّةِ قبل أى شىء آخر. وهذه يجب التنبيه عليها.

وبالمناسبة أذكر بعض الطرائف لأخطاء المحققين، منها خطأ فى كتاب طبقات الشافعية لابن كثير، فقد جاء المحقق عند ترجمة أبى العباس بن القاص ، وهو فقيه شافعى مشهور، فقال فى ترجمته: " ويقال له ابن القاص ؛ لأنه كان يقص " . ولكنه قرأها : "ابن القاض" ، وما انتبه لما بعدها، فأصر على خطئه فقال: "لأنه كان يقضُّ".

ومن أمثلة أخطاء المحققين أيضا ما جاء فى حديث أنس بن مالك الذى يقول فيه: "كان سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم حنفيًّا". فعلق المحقق فى الحاشية وقال: "نسبة إلى الإمام أبى حنيفة النعمان" !

وكذلك أحد المحققين، وهو - حقيقة - له جهود مشكورة فى نشر التراث الإسلامى، ولكنه وقع فى هذا الخطإ الغريب؛ فقد وقف على: ابن لبون فى أسنان الإبل، فعلق عليه فى الحاشية قائلا: "لم أجد له ترجمة" . ووضعه فى فهرس الأعلام!

وكذلك ما جاء فى كتاب اعتلال القلوب للخرائطى ، إحدى الطبعات التجارية فى مقدمة الطبعة هناك سقط ما انتبه إليه المحقق ، يقول الخرائطى "فإن الله" ثم هناك سقط ، فوضع المحقق العبارة دون أى شعور بوجود خلل فكتبها "فإن الله فى فهمه وفقهه ومحمد بن سيرين فى علمه وجلالته" واستمر على هذه الطريقة ، وهذه للأسف أمثلة مضحكة مبكية ، وصلى الله على سيدنا محمد .

 ***

المداخلة الثانية : من أحد السادة الحضور : الأستاذ صفاء الدين عبد الرحمن

السلام عليم ورحمة الله ، أنا مداخلتى بها نقد للسادة الحاضرين ، ونحن منهم ، نفس المشكلة التى أشار إليها فضيلة الدكتور الشريف حاتم لكن فى الراسائل العلمية ، إن كنا نعيب على المحققين التجاريين ، فإن الرسائل العلمية نجد فيها مثل هذا وأكثر ، والمشكلة هنا أن الرسائل العلمية بها مشرف وبها مناقشون ، فالمسئولية تعود على من ؟ ، وقد مررنا بكثير من الرسائل العلمية بها الكثير من الأخطاء ، أربعة أو خمسة أسطر سقط ، والمفترض أن يُراجع المشرف الطالب ، فالطالب حديث عهد فى الغالب بالدراسات العليا، منتقل حديثًا من مرحلة الليسانس أو ما شابه ، فحين نجد سقطًا كثيرًا فى الرسائل التى أُجيزت ، فعلى من المسؤولية ؟ 

فإذا كنا نحمِّل المسئولية لدور النشر ، فالأوْلَى أن نحمل أنفسنا المسئولية أساتذة ومناقشين. 

والسؤال هنا : تجد أن الطالب يحقق رسالته فى أربع سنوات ، ثم تدفع إلى المناقش فى غضون شهرين أو ثلاثة أشهر ، حتى يناقش فيها الطالب ، وقد تكون من مجلدين أو ثلاثة ، فهل هو رجع إلى المخطوطة التى حققها الطالب جميعها حتى يدرك أن الطالب أجاد ؟ وأنه لا يوجد سقط أو تصحيف أو تحريف ؟ فى غضون الفترة القصيرة التى يراجع فيها الرسالة . فهذه مسئولية لابد أن نسأل أنفسنا عنها إن شاء الله .

***

المداخلة الثالثة : أ.د. عبد العزيز بن محمد الفريح

أستاذ الحديث وعلومه بكلية الحديث - بالجامعة الإسلامية - بالمدينة المنورة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، الشارع ما أغلق بابًا ، إلا فتح بابًا آخر ، والإخوة ذكروا أن الطبعات التجارية بها كوارث وأخطاء كثيرة ، ورأيت العديد منها ، وأنا أقترح على إخوانى وعلى السادة الموجودين إيجاد جمعية لكبار المحققين ، ترصد هذه الكتب التي فيها العوار وتحذر منها حتى لا تشتهر ، مثلا كبار المحققين كجمعية المكنز ودار الرسالة ود بشار عواد لو أسسوا لهذه الجمعية ، ووضعوا جمعية لكبار المحققين وبدأوا رصد هذه الكتب التى تصدر من بعض المكتبات التجارية أو من بعض الأشخاص الذين دخلوا على هذه الأمور بدون علم أو بدون وعى ، وبدون فهم – وحذروا من هذه الكتب وأصدروا نشرة بسيطة فى التحذير من هذه الكتب ؛ تركها الناس ، فالناس - حقيقة - يريدون من يوجههم إلى الكتاب الأمثل .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

*** 

المداخلة الرابعة : أ.د. حسين بن محمد العبدلى

عميد كلية الحديث والدراسات الإسلامية - بالجامعة الإسلامية - بالمدينة المنورة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، نحن عرفنا ما يتعلق بالنشرات التجارية ، وهى للأسف الشديد كما ذكرتم تجارة ، لأن هؤلاء الوراقين إنما لا يكادون يسمعون بمخطوط فى أى مكان - وخاصة فى مجال السنة لأنه هو المربح فى السوق فى هذا الزمن - إلا ويتسارعون إلى نشره والعبث فيه للأسف ، أنا عندى سؤال أريد من فضيلة الدكتور رفعت وفضيلة الدكتور بشار الإجابة عليه بحكم خبرتكم فى هذا المجال ، هل للتصعب المذهبي دور فى التحقيق ؟

العودة لصفحة المؤتمر