كتب الزوائد والأطراف ودورها فى تقويم النص الحديثى
د. إسلام سمير محمد
مدرس الحديث وعلومه بكلية البنات الإسلامية - جامعة الأزهر بأسيوط
العودة لصفحة المؤتمر
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد، فإن علماء الأمة الإسلامية قد تفننوا فى تصانيفهم الحديثية لخدمه سنة خير البرية صلى الله عليه وسلم، فمنهم من صنف على السنن، ومنهم صنف على الصحيح، ومنهم من صنف على المسانيد، ومنهم من جمع الزوائد، أو رتب على الأطراف، أو غير ذلك.
وقد كان لعاديات الزمان دور كبير فى جعل ما وصل إلينا أقل بكثير مما ألفه علماؤنا، فمن يراجع كتب التراجم والطبقات والمعاجم والبرامج والأثبات وغيرها يجد الكثير والكثير مما فقد.
ولكن شاء الله تعالى أن يكون لتفنن المحدثين فى التآليف بركاته التى عادت على الأمة فى حفظ سنة نبيها صلى الله عليه وسلم، وذلك أن التصنيف على الزوائد والأطراف كان له دور بارز فى خدمة النص الحديثى بداية من حفظه من الضياع، وختامًا بتقويمه وضبطه.
فبهما يستطيع الباحثون استرجاع جزء مهم من مادة المصادر الأصلية، وقد حاولت أن أظهر فى بحثى هذا مزية هذين النوعين من المؤلفات الحديثية – أعنى كتب الزوائد، وكتب الأطراف – فى تقويم النص الحديثى: من خلال أنهما حفِظا نصوصًا كثيرة من الضياع، وضبطا نصوصًا كثيرة من الخلل والتحريف.
وقد اقتضت طبيعة البحث أن يُقَسَّم إلى تمهيد، ومبحثين، وخاتمة.
أما التمهيد فتكلمت فيه عن كتب الزوائد وكتب الأطراف من حيث تعريفهما، وفوائدهما، وأشهر المصنفات فيهما.
وأما المبحث الأول: وهو بعنوان إعادة بناء كتب الحديث المفقودة أو الناقصة، وفيه مطلبان:
الأول: جمع نصوص من كتب مفقودة كليًّا.
الثانى: تكميل الكتب التى فقد بعضها.
وأما المبحث الثانى: وهو بعنوان تصويب أخطاء وتصحيفات وأسقاط كتب الحديث، وفيه مطلبان:
الأول: تصويب الأخطاء والتصحيفات والأسقاط المتعلقة بالأسانيد.
الثانى: تصويب الأخطاء والتصحيفات والأسقاط المتعلقة بالمتون.
وأما الخاتمة، فذكرت فيها أهم نتائج وتوصيات البحث.
وقد دعمت ذلك كله بذكر أمثلة موضحة لمقصودى ومرادى مما كتبت حتى تتضح الصورة فى الأذهان.
والله الكريم أسأل أن يجعل عملى هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يوفقنى فيه وفى سائر أعمالى، وأن يزرقنى علما نافعا، وعملا متقبلا.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
۞۞۞
تمهيد
لقد كان للمصنفات فى الزوائد والأطراف دور أساسى فى خدمة النص الحديثى، وذلك من جهات متعددة، منها: حفظه من الضياع، ومنها: حمايته من التصحيف، ومنها: حمايته من السقط، وقبل تفصيل ذلك والكلام عليه وبيان أمثلته، كان لا بد من التعريف بكتب الزوائد والأطراف، وبيان فوائدهما، وأشهر المصنفات فيهما.
أولا: كتب الأطراف:
الأطراف: جمع طرف، وطرف الحديث: الجزء الدال على الحديث، أو العبارة الدالة عليه، مثل: حديث الأعمال بالنيات، وحديث سؤال جبريل.
وكتب الأطراف: هى التى يقتصر فيها على ذكر طرف الحديث الدال على بقيته مع الجمع لأسانيده، إما على سبيل الاستيعاب، أو على جهة التقيد بكتب مخصوصة، وبعضهم يذكر الإسناد كاملًا، وبعضهم يقتصر على جزء من الإسناد، لكنها لا تذكر متن الحديث كاملًا، كما أنها لا تلتزم أن يكون الطرف المذكور من نص الحديث حرفيا.
- ولكتب الأطراف فوائد كثيرة منها:
- تسهيل معرفة طرق الحديث، لاجتماعها فى موضع واحد، فيكتفى الباحث بمطالعتها عن مطالعة جميع الأصول التى ورد فيها.
- معرفة من أخرج الحديث من أصحاب المصادر الأصول، والباب الذى أخرجوه فيه، ولذلك فهى نوع من الفهارس متعدد الفوائد.
- معرفة العالى من النازل من أسانيد المصنفين أصحاب الأصول.
- تمييز المهمل، وبيان المبهم من الرواة.
- ومن أهم فوائدها: تصحيح الأسماء الواردة فى أسانيد أحاديث الكتب الأصول، وحمايتها من التصحيفات.
- وكذلك من أهم فوائدها بيان موضع السقط فى الأصول الحديثية.
- ومن أشهر كتب الأطراف ما يلى:
- تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، للحافظ أبى الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزى (ت742هـ)، وقد جمع فيه أطراف الكتب الستة، وبعض ملحقاتها، ورمز لكل كتاب منها برمز خاص أوضحه فى مقدمة كتابه، والكتاب يرتب تراجم أسماء الصحابة بحسب ترتيب الألف باء، لذلك وقع فى أوله مسند أبيض بن حمَّال.
- إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة، للحافظ ابن حجر العسقلانى. والمراد بالعشرة: موطأ مالك، ومسند الشافعى، ومسند أحمد، ومسند الدارمى، وصحيح ابن خزيمة، ومنتقى ابن الجارود، وصحيح ابن حبان، ومستدرك الحاكم، ومستخرج أبى عوانة، وشرح معانى الآثار، وسنن الدارقطنى، وإنما زاد العدد واحدا: لأن صحيح ابن خزيمة لم يوجد منه سوى قدر ربعه.
- أطراف المسند المعتلى بأطراف المسند الحنبلى، للحافظ ابن حجر، وهو أطراف مسند الإمام أحمد، أفرده من كتابه إتحاف المهرة.
- أطراف مسند الفردوس: للإمام ابن حجر العسقلانى أيضا [1].
ثانيا: كتب الزوائد:
هى الكتب التى تعنى بجمع الأحاديث التى يزيد بها بعض كتب الحديث على بعض آخر معين.
وهى على ضربين:
- زوائد الرجال: وهو إفراد ما زاد من رواة أسانيد أحاديث مصنف، على رواة الكتب الستة، أو بعضها، أو غيرها معها.
- زوائد المتون: وهو إفراد ما زاد من متون أحاديث مصنف رويت فيه بأسانيد مؤلفه، على متون أحاديث الكتب الستة، أو بعضها، أو غيرها معها.
- أن هذه الكتب تكون موسوعة حديثية إذا ضم بعضها إلى بعض، كما فعل الحافظ الهيثمى فى "مجمع الزوائد".
- أن هذه الزوائد تفيد فى معرفة المتابعات، والشواهد والوقوف على طرق بعض الأحاديث التى لولا كتب الزوائد لما تمكنا من معرفتها، إما لضياع أصولها أو لصعوبة الوصول إليها.
- تعد كتب الزوائد نسخا إضافية للكتب المشتملة على تلك الزوائد مما يفيد فى مجال تحقيق وإخراج تلك الكتب.
- حفظت كتب الزوائد أحاديث مصنفات هى فى حكم المفقود.
- تعين الباحثين على ضبط الأسماء المحرفة، وكذلك كلمات المتون غير الواضحة.
- ومن أشهر كتب الزوائد ما يلى:
(1) كشف الأستار عن زوائد البزار، للحافظ نور الدين الهيثمى (ت807هـ)، مطبوع فى أربعة مجلدات.
(2) غاية المقصد فى زوائد المسند، للحافظ الهيثمى، مطبوع فى أربعة مجلدات.
(3) المقصد العلى فى زوائد أبى يعلى الموصلى، للحافظ الهيثمى.
جمع فيه زوائد "مسند" أبى يعلى الرواية المختصرة على الكتب الستة، وأضاف إليه زوائد المسانيد العشرة من الرواية المطولة، وهو مطبوع.
(4) البدر المنير فى زوائد المعجم الكبير، للإمام الهيثمى، وهو مخطوط فى ثلاثة مجلدات كما قال الكتانى فى "الرسالة المستطرفة" [2]، والكتاب لم يطبع فيما أعلم.
(5) مجمع البحرين فى زوائد المعجمين، للحافظ الهيثمى، والمقصود بالمعجمين: "الأوسط"، و"الصغير" للطبرانى، والكتاب مطبوع فى تسعة التاسع للفهارس.
ثم جمع الحافظ الهيثمى ذلك كله فى كتاب الأسانيد، مع الكلام عليها بالصحة والحسن والضعف، وما فى بعض رواتها من الجرح والتعديل، فى كتاب سماه: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، وهو من أنفع كتب الحديث بل لم يوجد مثله كتاب ولا صنف نظيره فى هذا الباب، والكتاب مطبوع، طبعته مكتبة القدسى بالقاهرة، عام (1352هـ)، فى عشرة مجلدات.
ويعد الحافظ الهيثمى بأعماله الكثيرة فى فن الزوائد، أستاذ هذا الفن وفارس ميدانه، وله أيضا:
(7) بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، للحافظ الهيثمى، مطبوع فى مجلدين.
(8) إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، للحافظ شهاب الدين البوصيرى (ت840هـ)، والمسانيد العشرة هى: مسند أبى داود الطيالسى، والحميدى، ومسدد، وابن أبى عمر، وإسحاق بن راهويه، وأبى بكر بن أبى شيبة، وأحمد بن منيع، وعبد بن حميد، والحارث بن محمد بن أبى أسامة، وأبى يعلى الموصلى، ثم جرده البوصيرى بحذف أسانيده وسماه: "مختصر إتحاف السادة المهرة".
(9) المطالب العالية فى زوائد المسانيد الثمانية، للحافظ ابن حجر، وهى مسند ابن أبى عمر العدنى، ومسند الحميدى، ومسند مسدد، ومسند الطيالسى، ومسند ابن منيع، ومسند ابن أبى شيبة، ومسند عبد بن حميد، ومسند الحارث.
قال السخاوى: "وفيه أيضا الأحاديث الزوائد من المسانيد التى لم يقف عليها مصنفه – أعنى شيخنا تامة – كإسحاق بن راهويه، والحسن بن سفيان، ومحمد بن هشام السدوسى، ومحمد بن هارون الرويانى، والهيثم بن كليبت، وغيرها" [3].
۞۞۞
المبحث الأول
إعادة بناء كتب الحديث المفقودة أو الناقصة
مما لا شك فيه أن المحن والخطوب التى تعرض لها تراثنا الإسلامى عبر تاريخه الطويل أثرت سلبًا على تراث أمتنا العظيم، فمن همجية التتار إلى بربرية الصليبيين إلى استعارٍ غاشم فى العصر الحديث، ضاعت مخطوطات وسرقت كتب، وصار الوقف على بعض ما كتبه الأوائل صعب المنال، وقد حصرت الدكتورة عائشة عبد الرحمن - رحمها الله تعالى - أسباب ذلك فيما يأتى:
الحملات الصليبية التى ترتب عليها إتلاف قدر كبير من مادة هذا التراث الخصب، فضلًا عما حمله الغزاة معهم إلى بلادهم من عيونه.
الصراعات المذهبية، حيث كان أصحاب المذاهب إذا أتيح لهم شىء من النفوذ والسلطان اتخذوه أداة فى التضييق على أصحاب المذاهب المخالفة لهم، وربما بلغ بهم التعصب المذهبى بهؤلاء الحمقى حد العدوان على المخالفين وحرق كتبهم.
الغزو المغولى، الذى اجتاح البلاد الإسلامية، فدك مدنا كانت عواصم للحضارة والثقافة، كسمرقند، وبخارى، ونيسابور، وهراة، وبغداد...
سقوط دولة الإسلام فى الأندلس فى أيدى الإسبان الذين أعمتهم العصبية القومية، وحملهم الحقد الدينى على محو كل أثر كان للإسلام، فأحرقوا ألفا من نفائس الكتب والمخطوطات.
الانحطاط الحضارى العام الذى غشيت ظلمته أكثر الأقاليم الإسلامية، حتى آل أمر الإشراف على نفيس المخطوطات إلى طائفة من خدام المساجد والزوايا والمدارس، فكانوا لا يتورعون عن بيعها بأبخس الأثمان لمن يجهل قيمتها من الباعة [4].
ويضاف إلى ذلك: ما حمله الاستعمار الغربى الحديث إلى بلاده من نفائس المخطوطات من بلاد الإسلام شرقا وغربا.
لكن الله تعالى هو الذى تكفل بحفظ دينه، ومن جملة هذا الدين العظيم: سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، فإذا بنا نقف على كتب الزوائد التى من خلالها استطعنا أن نعيد بناء بعض الكتب المفقودة التى لم تصلنا، أو وصلنا بعضها.
۞۞۞
المطلب الأول: حفظ نصوص من كتب مفقودة كليا
إن كتب الزوائد الحديثية قد حفظت أجزاء من كتب قد فقدت وعدمت أصولها، فلم تصل إلينا مخطوطتها الأصلية ولا فروع عنها، وهذا يعتبر بحق من أهم فوائد كتب الزوائد الحديثية، ويمكن تقسيم المؤلفات التى فقدت إلى قسمين:
- القسم الأول: ما فقد كليا من كتب السنة النبوية، كـ"مسند" مسدد بن مسرهد، و"مسند" الحارث بن أبى أسامة.
- القسم الثانى: ما فقدت إحدى روايته ووجدت رواية أخرى منه، كـ"مسند" أبى يعلى الموصلى.
القسم الأول : ما فقد كليًّا من كتب السنة النبوية
من هذه الكتب:
(1) مسند مسدد بن مسرهد الأسدى، أبو الحسن البصرى، الحافظ الحجة، (ت228ه) [5].
(2) مسند العدنى؛ هو محمد بن يحيى بن أبى عمر العدنى، أبو عبد الله المكى، الحافظ المسند المجاور بمكة، كان شيخ الحرم فى زمانه، وكان صالحا عابدا، (ت243ه) وقد قام الباحث سعيد جمعة السكندرى بجمع أحاديثه من كتب السنة المسندة، ورتبه على مسانيد الصحابة.
(3) مسند أحمد بن منيع بن عبد الرحمن البغوى، أبو جعفر الأصم، نزيل بغداد، حافظ إمام ثقة (ت244ه).
وقد انبرى لجمع زوائد هذه الكتب الحافظان الجليلان:
- أبو الفضل أحمد بن على ابن حجر العسقلانى فى كتابه "المطالب العالية".
- وشهاب الدين أحمد بن أبى بكر بن إسماعيل البوصيرى فى كتابه "إتحاف الخيرة المهرة"، وكلا الكتابين مطبوع والحمد لله.
فإذا حصل طالب العلم هذين الكتابين، فقد حصل أصولا حديثية ربما لم يقف عليها الباحث إلا فيهما.
(4) مسند الحارث بن محمد بن أبى أسامة، أبو محمد التميمى، مولاهم البغدادى، الحافظ العالم مسند العراق، صاحب المسند المشهور (ت282ه).
وهو أيضا أحد المسانيد المفقودة إلا أوراق قليلة منه، وقد جمع الحافظ نور الدين الهيثمى "زوائده" على الكتب الستة فى كتاب سماه: "بغية الباحث فى زوائد مسند الحارث"، وطبع فى مجلدين، وحوى ستة وثلاثين ومائة وألف من حديث سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم.
وقد قمت بحصر لعدد أحاديث كل مسند منهم من كتاب "إتحاف الخيرة المهرة" للإمام البوصيرى فبلغت:
- أحاديث "مسند" مسدد (1580) ثمانين وخمسمائة وألف.
- أحاديث "مسند" أحمد بن منيع (914) أربعة عشر وتسعمائة.
- أحاديث "مسند" الحارث (1069) تسعة وستين وألف.
- أحاديث "مسند" ابن أبى عمر (417) سبعة عشر وأربعمائة.
***
وهاك بعض الأمثلة من كل مسند:
أولًا: مسند مسدد:
- قال مسدد: حدثنا محمد بن جابر، عن سنان بن حبيب، عن شيخ من أهل الحجاز، عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" [6].
- قال مسدد: حدثنا يحيى، حدثنا عنبسة الوزان قال: "كنا فى جنازة فيها بديل، فقال والشمس مصفرة على أطراف الحيطان: لا تصلوا هذه الساعة، فقال أبو أمامة رضى الله عنه: صليت مع أبى هريرة رضى الله عنه على جنازة هذه الساعة" [7].
- قال مسدد: حدثنا إسماعيل، أخبرنا محمد بن إسحاق، أخبرنا أبو الرجال محمد بن عبد الرحمن، عن أمه عمرة رضى الله عنها قالت: قالت عائشة رضى الله عنها: "لا تصلى المرأة فى أقل من ثلاثة أثواب لمن قدر" [8].
ثانيا: مسند أحمد بن منيع:
- قال أحمد بن منيع: حدثنا يزيد – هو ابن هارون – حدثنا محمد بن الفضل بن عطية، عن زيد العمى، عن جعفر العبدى، عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "ستر ما بين أعين الجن وعورات بنى آدم وضع الرجل ثوبه، أن يقول: بسم الله" [9].
- قال أحمد بن منيع: حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو النضر عمن رأى عثمان بن عفان، قال: إن عثمان رضى الله عنه دعا بوضوء، وعنده على وطلحة رضى الله عنهما فتوضأ ثلاثا ثلاثا ثم قال: أنشدكم بالله، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ كما توضأت؟ قالوا: نعم" [10].
- قال أحمد بن منيع: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن محرر، عن قتادة، عن أنس رضى الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت بالوتر والأضحى" ولم يعزم [11].
ثالثا: مسند الحارث بن محمد بن أبى أسامة:
- قال الحارث: حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا ابن أبى ليلى، عن عكرمة بن خالد، عن رجل – من آل أبى وداعة – قال: "استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت، فقال رجل منهم: ألا آتيك بشراب نصنعه؟ قال: بلى. قال: فأتى بإناء فيه نبيذ، قال صلى الله عليه وسلم: "فهلا أكفئت [12] عليه إناء وعرضت عليه عودا؟" قال: فشرب صلى الله عليه وسلم منه فقطب [13]، فدعا بماء فصب عليه، ثم شرب وسقاه" [14].
- قال الحارث: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة، حدثنا قتادة، سمعت موسى بن سلمة، سألت ابن عباس رضى الله عنهما عن المسح على الخفين، فقال: "ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوم وليلة للمقيم" [15].
- قال الحارث: حدثنا يعلى بن عباد، حدثنا عبد الحكم، عن أنس رضى الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة" [16].
رابعا: مسند ابن أبى عمر:
- قال ابن أبى عمر: حدثنا مروان – هو الفزارى-، عن أبان، عن أنس رضى الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب من اللبن ولا يتوضأ منه، ويقطر على ثوبه ولا يغسله" [17].
- قال ابن أبى عمر: حدثنا المقرئ، حدثنا الإفريقى، حدثنا سلامان بن عامر الشعبانى، عن أبى عثمان الأصبحى، عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "المؤذن فضله على من حضر الصلاة بأذانه عشرون ومائة، فإن أقام فأربعون ومائتا حسنة، إلا من قال مثل قوله" [18].
- قال ابن أبى عمر: حدثنا المقرئ، حدثنا حيوة، حدثنا جعفر بن ربيعة، عن الأعرج قال: إن معاوية بن عبد الله حدث عن ابن مسعود رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "قرأ فى المغرب (حم) التى يذكر فيها الدخان" [19].
القسم الثانى : جمع روايات الكتاب الواحد:
ومن فوائد كتب الزوائد الحديثية: جمع روايات الكتاب الواحد، وذلك من خلال اعتماد الحفاظ على جمع زوائدها، فمثلا كتاب "مسند" أبى يعلى الموصلى له روايتان:
- مختصرة، وهى رواية ابن حمدان [20]، وهى المطبوعة بين أيدينا، وهى التى أفرد الحافظ الهيثمى زوائدها على الكتب الستة فى "المقصد العلى فى زوائد أبى يعلى الموصلى".
- ومطولة وهى رواية ابن المقرئ [21]، ولم تطبع ولم نقف على مخطوطات لها، وقد حفظ قدرا منها الحافظ ابن حجر العسقلانى حيث أفرد زوائدها على الستة و"مسند" أحمد فى كتابه "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية"، واقتصر البوصيرى فى "إتحاف الخيرة المهرة" على إفراد زوائد مسانيد العشرة فقط منها على الكتب الستة، وقد قمت بحصر عدد أحاديث هذه الرواية من كتاب "المطالب العالية" للحافظ ابن حجر فبلغت: (530) حديثًا.
وفيما يلى أذكر بعض الأمثلة لأحاديث أبى يعلى التى وردت فى الرواية المطولة ولم ترد فى الرواية المختصرة المطبوعة، أخذتها من "المطالب العالية" للحافظ ابن حجر:
- قال أبو يعلى: حدثنا سريج بن يونس، حدثنا على بن ثابت، عن الصلت بن دينار، عن شهر بن حوشب، عن أبى أمامة رضى الله عنه: "أن النبى صلى الله عليه وسلم توضأ بنصف مد" [22].
- قال أبو يعلى: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا إسماعيل بن أبى أويس، حدثنى خارجة بن الحارث، عن سالم بن سرج، عن أم صبية بنة قيس، وهى خولة، وهى جدة خارجة بن الحارث، أنه سمعها تقول: "قد اختلفت يدى ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى إناء واحد" [23].
- قال أبو يعلى: حدثنا الجراح بن مخلد البصرى، حدثنا حسام بن عباد بن يزيد القرشى، حدثنا إبراهيم بن أبى محذورة، عن أبيه، عن جده رضى الله عنه قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد من قبل باب بنى شيبة حتى جاء إلى وجه الكعبة فاستقبل القبلة فخط بين يديه خطا عرضا، ثم كبر فصلى والناس يطوفون بين الخط والكعبة" [24].
- قال أبو يعلى: حدثنا إسحاق هو ابن أبى إسرائيل، حدثنا ابن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن على بن يزيد، عن القاسم، عن أبى أمامة رضى الله عنه قال: "كنت أستأذن على النبى صلى الله عليه وسلم فإن كان فى الصلاة سبح، وإن كان فى غير صلاة أذن لى" [25].
- قال أبو يعلى: حدثنا الأزرق بن على، حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا يوسف، عن أبى إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن على رضى الله عنه قال: "لما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر من الغد أحيا تلك الليلة كلها وهو مسافر" [26].
۞۞۞
المطلب الثانى: تكميل الكتب التى فقد بعضها
هناك كتب حديثية فقد بعضها، ولم تساعد النسخ الخطية محققيها على تكميل الكتاب، لكنا وجدنا كتب الزوائد والأطراف تساعد على تكميل هذا النقص الذى فقد.
من أمثلة ذلك: كتاب "مسند" البزار أبى بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق )ت292ه) طبع منه قسم كبير بلغ ثمانية عشر جزءا، لكنا اكتشفنا نقصه، ووقفنا على جملة من الأحاديث زادت على الخمسمائة حديث لم توجد فى المطبوعة، وقفنا عليه فى كتاب "كشف الأستار عن زوائد البزار" للحافظ نور الدين الهيثمى (ت 807هـ).
وقد قام أحد الباحثين فى جامعة الأزهر بجمع هذه الأحاديث من "كشف الأستار" وتخريجها ودراستها فى بحث مقدم لنيل درجة الماجستير، تحت عنوان الأحاديث الزوائد التى عزاها الإمام الهيثمى فى كشف الأستار إلى الإمام البزار فى مسنده وليست فى النسخة المطبوعة، جمع وتحقيق وتخريج ودراسة" للباحث مصعب نبيل إبراهيم، وقف فيها على (538) ثمانية وثلاثين وخمسمائة حديث غير موجود فى المطبوع من "مسند" البزار.
ومن أمثلة ذلك:
1- حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، حدثنى أبى، حدثنا عبيدة بن أبى رائطة، عن عبد الملك بن عمير هكذا، قال: عن عبد الرحمن القرشى، عن عياض الأنصارى رفعه، قال: "إن لا إله إلا الله كلمة على الله كريمة، لها عند الله مكان، وهى كلمة من قالها صادقا أدخله الله بها الجنة، ومن قالها كاذبا، حقنت دمه، وأحرزت ماله، ولقى الله غدا فحاسبه".
قال البزار: ولا نعلم أسند عياض إلا هذا [27].
2- حدثنا محمد بن رزق الكلوذانى، وعمر بن الخطاب السجستانى، قالا: حدثنا الحكم بن نافع أبو اليمان، حدثنا شعيب بن أبى حمزة، حدثنى عبد الله بن أبى حسين، حدثنى عيسى بن طلحة، عن عمرو بن مرة الجهنى، قال: جاء رجل من قضاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وصمت شهر رمضان وقته، وآتيت الزكاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء".
قال البزار: وهذا لا نعلمه مرفوعا إلا عن عمرو بن مرة بهذا الإسناد [28].
3- حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهرى، حدثنا معلى بن منصور، حدثنا أبو أيوب، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا" [29].
4- حدثنا سلمة بن شبيب، والعباس بن عبد الله، قالا: حدثنا أبو المغيرة، حدثنا الوليد بن سليمان بن أبى السائب، عن بسر بن عبيد الله، عن أبى إدريس، عن نعيم بن همار، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الميزان بيد الرحمن، يرفع أقواما ويضع آخرين" [30].
5- حدثنا سهل بن بحر، ثنا عبد الله بن محمد الكوفى، ثنا زيد بن الحباب، ثنا محمد بن مسلم الطائفى، ثنا عمرو بن دينار، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة"، قالوا: يا رسول الله، لمن؟ قال: "لكتاب الله، ولنبيه، وأئمة المسلمين".
قال البزار: وهذا لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد [31].
۞۞۞
ومن كتب السنة أيضا التى فقد بعضها ولم تصلنا كاملة، وكان لكتب الأطراف دور فى حفظ قدر منها: كتاب "صحيح" ابن خزيمة، أبى بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابورى (ت 311هـ)، وقد طبع قدر إلى قبيل آخر كتاب الحج، عدة طبعات عن نسخة وحيدة فريدة وباقيه مفقود.
وقد وقفنا على بعض هذه الأحاديث المفقودة من خلال كتاب "إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة" للحافظ ابن حجر العسقلانى، فكان من أعظم فوائد هذا الكتاب أنه حفظ قدرا من أحاديث "صحيح" ابن خزيمة لم توجد فى مخطوطته الوحيدة الفريدة التى طبع الكتاب عليها، وعدد هذه الأحاديث: ثلاث وتسعون ومائتان، وقد تنبهت دار التأصيل لهذا فجمعت هذا القدر وألحقته بالمجلد الأخير من طبعتها، ومن أمثلة ذلك منها ما يلى:
(1) قال الحافظ ابن حجر: حديث: "من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوه..." الحديث.
خز فى السياسة: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب يعنى: الثقفى، حدثنا محمد بن عمرو عنه، به [32].
(2) قال الحافظ ابن حجر: حديث: "يوضع للمقسطين يوم القيامة منابر من لؤلؤ بين يدى الرحمن..." الحديث.
خز فى السياسة: حدثنا عمرو بن علي، حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهرى، عنه، به [33].
(3) قال الحافظ ابن حجر: حديث: "لا تسأل الإمارة..." الحديث.
خز فى السياسة: حدثنا على بن حجر، حدثنا هشيم بن بشير، عن منصور بن زاذان وحميد الطويل، ويونس، كلهم عن الحسن [34].
(4) قال الحافظ ابن حجر: حديث: "لتفتحن القسطنطينية، ولنعم الأمير أميرها..." الحديث.
خز فى الجهاد: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعى، حدثنا الوليد بن المغيرة المعافرى، حدثنى عبد الله بن بشر الغنوى، حدثنى أبى، به [35].
۞۞۞
المبحث الثانى
تصويب أخطاء وتصحيفات وأسقاط كتب الحديث
إن تفنن علماء الحديث فى التأليف أدى إلى التصنيف فى الزوائد والأطراف، وكان من ثمرات هذه التآليف المباركة أنها عادت علينا فى العصر الحديث بضبط أصول السنة النبوية المطبوعة، حيث إن هؤلاء العلماء الأفاضل قد اعتمدوا فى تأليفهم لكتب الزوائد والأطراف على أصول خطية ربما لم تعد موجودة فى أزماننا هذه، فاستطعنا من خلال مراجعة ما ورد فيها أن نقف على الأخطاء والتصحيفات والأسقاط التى وردت فيها سواء كانت فى المتن أو الإسناد.
وقد تطلب إظهار هذه المزية تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين:
الأول: تصويب التصحيفات ودرك الأسقاط المتعلقة بالأسانيد.
الثانى: تصويب التصحيفات ودرك الأسقاط المتعلقة بالمتون.
۞۞۞
المطلب الأول: تصويب التصحيفات ودرك الأسقاط المتعلقة بالأسانيد
من المعلوم أن أسماء الرواة توقيفية ولا شىء قبلها أو بعدها يدل عليها، ففى الصحابة الكرام رضى الله عنهم من اسمه (أجمد) [36]، فإذا كان الناسخ غير متخصص ربما تصرف فى هذا الاسم ظنا منه أنه تصحيف، فكتبه على الجادة (أحمد)، وفيما يلى سأورد بعض الأمثلة الدالة على ذلك:
(1) ما ورد فى "مسند" الدارمى [37]، قال: أخبرنا يزيد بن هارون، أنبأنا الجريري، عن أبى العلاء، عن أبى مسلم الجرمى.
كذا جاء فى المطبوعة بالراء المهملة، وهو تصحيف صوابه ما فى "إتحاف المهرة" [38]: "عن أبى مسلم الجذمى" بفتح الجيم، وسكون الذال المعجمة [39].
(2) ما ورد فى "مسند" أبى يعلى الموصلى [40]، قال: حدثنا عبد الأعلى، حدثنا معمر، قال: سمعت ليثا.
كذا فى المطبوعة، وصوابه ما فى "المطالب العالية" [41]، و"إتحاف الخيرة" [42]: معتمر، وهو معتمر بن سليمان بن طرخان، روى عن ليث بن أبى سليم، وعنه عبد الأعلى بن حماد النرسى، كما فى ترجمته فى "تهذيب الكمال") [43].
(3) ما ورد فى "مسند" أبى داود الطيالسى [44]، قال: حدثنا شعبة، عن ابن أبى بلج، عن عمرو بن ميمون.
والصواب ما فى "إتحاف الخيرة المهرة" [45]: أبى بلج، وهو أبو بلج الفزارى الواسطى، ويقال: الكوفى، وهو الكبير، روى عن عمرو بن ميمون، وعنه شعبة [46].
(4) ما ورد فى "مسند" الدارمى [47]: وعن عكرمة، "أن أبا بكر الصديق، جعل الجد أبا".
والصواب ما فى "إتحاف المهرة" [48]: "وعن عكرمة، عن ابن عباس، به"، فسقط من مطبوعة "مسند" الدارمى (عن ابن عباس).
۞۞۞
المطلب الثانى: تصويب التصحيفات ودرك الأسقاط المتعلقة بالمتون
ويستعان بكتب الزوائد والأطراف فى تصويب تصحيفات المتون، وإدراك ما سقط منها، فربما تصحفت الكلمة وتغيرت عن أصلها بفعل النساخ، فيؤدى ذلك إلى تغير المعنى، وربما يترتب على تغير المعنى تغير فى الحكم الشرعى، فكان لكتب الزوائد والأطراف دور كبير فى تصويب هذه الأخطاء لاعتماد مؤلفيها على أصول خطية متقنة ربما لم تصلنا، وفيما يلى بعض الأمثلة الدالة على ذلك:
(1) مثال ما ورد محرفا: ما جاء فى "بغية الباحث" [49] من حديث هارون بن رئاب قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا"، وفيه: "فقال بعض أهل العلم: إن الأرض لتوارى من هو أنتن منه ولكنه موعظة".
نبه محققه أن كلمة "ولكنه" جاءت فى الأصل: "ولا كبر"، وصوابها من "إتحاف الخيرة المهرة [50].
(2) مثال ما جاء فيه سقط: ما ورد فى "بغية الباحث" [51]من حديث حذيفة رضى الله عنه قال: "دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مرضه الذى مات فيه"وفيه: "من ختم له بقول: لا إله إلا الله قبل موته (دخل الجنة) أو غفر له... الحديث.
فنبه المحقق على أن قوله: "دخل الجنة" سقط من الأصل، وقد وقفت عليها مثبتة فى "إتحاف الخيرة المهرة" [52].
۞۞۞
الخاتمـــة
الحمد لله أولا وآخرا، وظاهرا وباطنًا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رحمة الله للعالمين، وعلى آله الطاهرين، وأصحابه المخلصين، ومن تبع هداه إلى يوم الدين، وبعد:
فقد ظهر لى من خلال بحثى هذا عدد من النتائج والتوصيات.
أما النتائج فهى:
۞ كتب الزوائد والأطراف لها دور بارز فى خدمة النص الحديثى بداية من حفظه من الضياع، وختامًا بتقويمه وضبطه.
۞ حفظت كتب الزوائد الحديثية أجزاء من كتب قد فقدت وعدمت أصولها، فلم تصل إلينا مخطوطتها الأصلية ولا فروع عنها، كما حفظت لنا روايات من كتب لم نقف عليها، كرواية ابن المقرئ لمسند أبى يعلى الموصلى.
۞ تعين كتب الزوائد والأطراف الباحثين على ضبط الأسماء المحرفة، وتصويب الأخطاء الواقعة فيها، وكذلك كلمات المتون غير الواضحة، وتعين كذلك على إدراك الأسقاط التى وقعت فى كتب الحديث سواء أكانت متعلقة بالمتن أو الإسناد.
دقة أصحاب الزوائد فى احتفاظهم بالنصوص الحديثية كاملة كما ذكرها مؤلفوها فى أصولهم.
وأما التوصيات فهى:
۞ حث الباحثين فى أعمالهم على إعادة بناء وتكميل التراث الحديثى المفقود.۞ حث الباحثين على تصويب الأخطاء والتصحيفات الواردة فى كتب الحديث من خلال مراجعتها على كتب الزوائد والأطراف.
وفى الختام: أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم. وأن يتقبله عنده جل شأنه، وأن يتجاوز عما فيه من خلل أو تقصير، وأن يوفقنى لخدمة كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ربنا لا تزع قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
۞۞۞
فهرس المراجع والمصادر
(1) إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة، للبوصيرى، تحقيق عادل سعد، والسيد محمود، طبعة مكتبة الرشد – الرياض، الطبعة الأولى، 1419هـ - 1998م.
(2) إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة، للحافظ ابن حجر العسقلانى، تحقيق مركز خدمة السنة والسيرة، بإشراف د زهير بن ناصر الناصر، طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1415هـ - 1994م.
(3) الاستيعاب فى معرفة الأصحاب، للحافظ أبى عمر بن عبد البر النمرى، تحقيق على محمد البجاوى، طبعة دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى، 1412هـ - 1992م.
(4) الأنساب، للسمعانى، تحقيق عبد الرحمن المعلمى اليمانى، طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، الطبعة الأولى، 1382هـ - 1962م.
(5) بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، للحافظ نور الدين الهيثمى، تحقيق حسين أحمد صالح، طبعة مركز خدمة السنة والسيرة النبوية، المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1413هـ - 1992م.
(6) تاريخ يحيى بن معين (رواية الدورى)، تحقيق أحمد محمد نور سيف، طبعة مركز البحث العلمى وإحياء التراث الإسلامى، مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1399ه - 1979م.
(7) تاريخ أصبهان، لأبى نعيم الأصبهانى، تحقيق سيد كسروى حسن، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1410ه -1990م.
(8) التاريخ الكبير، للإمام البخارى، طبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد – الدكن.
(9) تاريخ دمشق، للحافظ ابن عساكر، تحقيق عمرو غرامة، طبعة دار الفكر، بيروت، 1415هـ - 1995م.
(10) تراثنا بين ماض وحاضر، للدكتورة عائشة عبد الرحمن، طبعة معهد البحوث والدراسات العربية، 1968م.
(11) تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر العسقلانى، تحقيق العلامة الشيخ محمد عوامة، طبعة دار الرشيد – سوريا، الطبعة الأولى، 1406ه - 1986م.
(12) التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد، للحافظ أبى بكر ابن نقطة الحنبلى، تحقيق كمال يوسف الحوت، طبعة دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1408هـ - 1988م.
(13) تهذيب التهذيب، للحافظ ابن حجر العسقلانى، طبعة مطبعة دائرة المعارف النظامية، الهند، الطبعة الأولى، 1326ه.
(14) تهذيب الكمال فى أسماء الرجال، للحافظ المزى، تحقيق بشار عواد معروف، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1400ه - 1980م. (15) الجرح والتعديل، للحافظ أبى محمد بن أبى حاتم الرازى، طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن، الطبعة الأولى، 1271هـ - 1952م.
(16) الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة، للكتانى، تحقيق محمد المنتصر بن محمد الزمزمى، طبعة دار البشائر الإسلامية، بيروت، الطبعة السادسة، 1421هـ - 2000م.
(17) سير أعلام النبلاء، للذهبى، تحقيق شعيب الأرنؤوط وآخرين، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثالثة، 1405هـ - 1985م.
(18) القول البديع فى الصلاة على الحبيب الشفيع، للسخاوى، طبعة دار الريان للتراث.
(19) كشف الأستار عن زوائد البزار على الكتب الستة، للحافظ نور الدين الهيثمى، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمى، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1399ه- 1979م.
(20) مسند أبى داود الطيالسى، تحقيق محمد بن عبد المحسن التركى، طبعة دار هجر – مصر، الطبعة الأولى، 1419هـ - 1999م.
(21) مسند أبى يعلى الموصلى، تحقيق حسين سليم أسد، ط دار المأمون للتراث – دمشق، الطبعة الأولى، 1404ه - 1984م.
(22) مسند الدارمى، تحقيق حسين سليم أسد، طبعة دار المغنى للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2000م.
(23) المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، للحافظ ابن حجر العسقلانى، طبعة دار العاصمة، دار الغيث – السعودية، الطبعة الأولى، 1419ه.
(24) المنتخب من مسند عبد بن حميد، تحقيق مصطفى العدوى، طبعة دار بلنسية، الطبعة الثانية، 1423هـ - 2002م.
(25) النهاية فى غريب الحديث والأثر، للحافظ مجد الدين بن الأثير الجزرى، تحقيق طاهر أحمد الزاوى، ومحمود محمد الطناحى، طبعة المكتبة العلمية – بيروت، 1399هـ - 1979م.
(26) الوافى بالوفيات، للصلاح الصفدى، تحقيق أحمد الأرناؤوط وتركى مصطفى، طبعة دار إحياء التراث – بيروت، 1420هـ - 2000م.