كلمة الترحيب

يلقيها مقرر المؤتمر د. كيلانى محمد خليفة

مدير مشروع السنة المشرفة

العودة لصفحة المؤتمر

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ ذى الجلالِ والإكرام، الْمُتَفَضِّلِ بالجودِ والإنعام، الْمُسْتَحِقِّ للعبادةِ والشكرِ مِنْ جميعِ الأنام، فى مُخْتَلِفِ الأحوالِ وسائرِ الأيام، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على نَبِيِّهِ ومُصْطَفاه، الَّذِى أَضَاءَ الدُّنْيَا بِسُنَّتِهِ، وَأَنْقَذَ الأُمَّةَ بِشَفَاعَتِهِ، وَعَلَى آلِهِ وأصحابِهِ وجميعِ مَنِ اهْتَدَى بِهُدَاه.

أَمَّا بَعْدُ: فَلَا يَسَعُنِى أَيُّهَا السادةُ الحضورُ الكرام، ونحن نفتتحُ هذا المؤتمرَ المبارك، إلا أن أُرَحِّبَ بكم جميعًا أبلغَ ترحيب، وأشكرَ لكم جميلَ صنيعِكُم، وعظيمَ وفائِكُم لِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ، فَمِنْ أَجْلِها لَبَّيْتُم، وعلى مائدتِها اجْتَمَعْتُم.

أَهْلًا وَسَهْلًا بِالَّذِينَ أَوَدُّهُمْ

 

وَأُحِبُّهُمْ فِى اللَّهِ ذِى الْآلَاءِ

أَهْلًا بِقَوْمٍ صَالِحِينَ ذَوِى تُقًى

 

غُرِّ الْوُجُوهِ وَزَيْنِ كُلِّ مَلَاءِ

يَسْعَوْنَ فِى طَلَبِ الْحَدِيثِ بِعِفَّةٍ

 

وَتَوَقُّرٍ وَسَكِينَةٍ وَحَيَاءِ

لَهُمُ الْمَهَابَةُ وَالْجَلَالَةُ وَالنُّهَى

 

وَفَضَائِلٌ جَلَّتْ عَنِ الْإِحْصَاءِ

يَا طَالِبِى عِلْمِ النَّبِىِّ مُحَمَّدٍ

 

مَا أَنْتُمُ وَسِوَاكُمُ بِسَوَاءِ

وعِرفانًا بالجميلِ الأعظم أتقدمُ بخالصِ الشكرِ والتقدير، والثناءِ الجميل، لفضيلةِ الإمامِ الأكبرِ، شيخِ الأزهر، الأستاذِ الدكتورِ/ أحمدَ الطيب؛ فلا يزالُ يَدْعَمُ برعايتِهِ الكريمةِ مؤتمراتِ السُّنَّةِ النبوية، التى تُنَظِّمُها جمعيةُ الْمَكْنِزِ الإسلامىِّ.

ويَسُرُّنِى أن أَتَوَجَّهَ بتحيةٍ عَطِرَةٍ مصحوبةٍ بِنَفَحَاتِ الحُبُورِ والسُّرُور، لفضيلةِ شيخِنا الإمامِ العَلَّامَة، الْمُتَبَحِّرِ فى الفروعِ والأصول، الجامعِ بين الشريعةِ والحقيقة، الأستاذِ الدكتورِ/ عَلِىِّ جمعة، عضوِ هيئةِ كبارِ العلماءِ بالأزهرِ الشريف، ومفتى الديارِ الْمِصْرِيَّةِ السابق، والأمينِ العامِّ لجمعيةِ الْمَكْنِزِ الإسلامى، شاكرًا لفضيلتِهِ موافقتَهُ على افتتاحِ أعمالِ هذا المؤتمر، ودَعْمَهُ الدائمَ لنا مِنْ أَجْلِ تحقيقِ أهدافِنا، والْمُضِىِّ قُدُمًا فى إخراجِ أعمالِنا، فاللهم اجْزِهِ خيرًا بما قَدَّمَ ويَبْذُلُ فى خدمةِ العِلْمِ ونَشْرِه.

كما أَتَوَجَّهُ بأسمى تحيةٍ وأَبْلَغِ إجلال، لفضيلةِ الشيخِ الْمُحَدِّث، الجامعِ بين الروايةِ والدراية، الأستاذِ الدكتورِ/ أَحْمَدَ عُمَرَ هاشم، عضوِ هيئةِ كبارِ العلماءِ بالأزهرِ الشريفِ، ورئيسِ جامعةِ الأزهرِ الأسبق.

وأَتَقَدَّمُ كذلك بأعظمِ ترحيب، وأَجَلِّ تقدير، لفضيلةِ الْمُحَدِّثِ الجليل، الْمُمَيِّزِ بين الصحيحِ والسقيم، العارفِ بأحوالِ الرجالِ ودرجاتِهِم، الأستاذِ الدكتورِ/ أحمدَ مَعْبَدِ عَبْدِ الكريمِ، عضوِ هيئةِ كبارِ العلماءِ بالأزهرِ الشريف، والمشرفِ العلمىِّ على مشروعِ السُّنَّةِ المشرفةِ بجمعيةِ الْمَكْنِزِ الإسلامى.

كما يَسُرُّنى أن أَتَوَجَّهَ بعظيمِ التَّرْحابِ وبالغِ الإعظامِ والإكبارِ لجميعِ مَنْ شَرَّفَنا بالحضورِ مِنْ علماءِ الحديثِ وأساتذتِهِ وطلبتِهِ، وأئمتِنا الْمُحَقِّقِينَ الباحثِينَ الْمُدَقِّقِين، خُبَرَاءِ آثارِنا، وأطباءِ تراثِنا، الذين يَنْفُضُونَ ترابَ السِّنِينَ عما اخْتَفَى وانْزَوَى، ويُحْيُونَ تراثًا انْحَبَسَ وانْدَرَس.

السادةُ الحضورُ الكرام

فى مِثْلِ هذا اليومِ مِنْ سنةِ ألفٍ وتِسْعِمِائةٍ وخَمْسٍ وتسعين، شَرَحَ اللهُ - تعالى - صدورَ قومٍ مؤمنين، لتأسيسِ وَقْفٍ، لِدَعْمِ التراثِ الإسلامىِّ وحمايتِهِ ونَشْرِه، بِكُلِّ الطُّرُقِ المناسبة؛ فكانت وِلَادَةُ جمعيةِ الْمَكْنِزِ الإسلامى، التى حَقَّقَتْ أهدافَها مِنْ خِلَالِ عِدَّةِ مشروعات، أعلاها شرفًا وأَهَمُّها موضوعًا مشروعُ السُّنَّةِ المشرفة، الذى يَهْدِفُ إلى جمعِ نصوصِ السُّنَّةِ المطهرةِ محققةً باستخدامِ أَوْثَقِ النُّسَخِ الخطيةِ والكتبِ الخادمةِ للحديثِ الشريفِ فى موسوعةٍ واحدة، فى صورةٍ مطبوعة وإلكترونيةٍ، وقد اخْتَرْنا لها هذا الِاسْمَ:«جَمْعُ جوامعِ الأحاديثِ والأسانيد، ومَكْنِزُ الصحاحِ والسننِ والمسانيد».

 السادة الحضور الكرام

إن اجتماعَنا اليومَ على مائدةِ السُّنَّةِ الْمُشَرَّفَةِ لَيُعَدُّ مِنْ بابِ النصيحةِ لرسولِ اللهِ ﷺ؛ فَقَدْ أخرجَ الإمامُ مسلمٌ فى صحيحِهِ مِنْ حديثِ تَمِيمٍ الدَّارِىِّ – رَضِىَ اللهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِىَّ ﷺ قَالَ: الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ.

فَالْمُرَادُ بالنصيحةِ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ: التَّصْدِيقُ بِنُبُوَّتِهِ، وَبَذْلُ الطَّاعَةِ لَهُ فِيمَا أَمَرَ بِهِ وَنَهى عنه، ومُؤَازَرَتُهُ وَنُصْرَتُه، وَحِمَايَتُهُ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَإِحْيَاءُ سُنَّتِهِ بالطَّلَبِ وَالذَّبِّ عَنْهَا وَنَشْرِهَا، وَالتَّخَلُّقُ بِأَخْلاقِهِ الكَرِيمَةِ وَآدَابِهِ الجميلة.

وللهِ دَرُّ الخطيبِ البغدادىِّ إِذْ يقولُ: "قَدْ جَعَلَ اللهُ - تعالى - أهلَ الحديثِ أركانَ الشريعة، وهَدَمَ بِهِمْ كُلَّ بِدْعَةٍ شنيعة، فَهُمْ أُمَنَاءُ اللهِ مِنْ خَلِيقَتِه، وَالواسطةُ بَيْنَ النبىِّ ﷺ وَأُمَّتِه، وَالْمُجْتَهِدُونَ فى حِفْظِ مِلَّتِه.

ومِنْ هذا الْمُنْطَلَقِ سَعَتْ جمعيةُ الْمَكْنِزِ الإسلامىِّ لِلَّحَاقِ بِرَكْبِ أهلِ الحديث، وسُلُوكِ سَبِيلِهِمْ؛ فَحَرَصَتْ على الاعتناءِ بالسُّنَّةِ المشرفةِ اعتناءً بالغًا غَيْرَ هادفةٍ مِنْ وَرَائِهِ لِرِبْحٍ مادىٍّ أَوْ كَسْبٍ مالى، وإنما لِتُتَرْجِمَ مِنْ خِلَالِهِ حُبَّها لِرَبِّها ونَبِيِّها، واعتزازَها بدينِها، ودفاعَها عَنْ شريعتِها، وَقَدْ رَأَتْ لِزامًا عليها أن تَنْشُرَ تَجْرِبَتَها العلمية، وتُلْقِىَ الضوءَ على منهجِها العلمىِّ فى تحقيقِ كُتُبِ السُّنَّةِ النبوية؛ خاصَّةً بَعْدَ أَنْ لَقِىَ الاستحسانَ والقَبُولَ مِنْ علماءِ الحديثِ وطلبتِه؛ لِيَعُمَّ النفعُ به، ولِتَجْتَمِعَ الجهودُ على خدمةِ السُّنَّةِ المشرفةِ بصفةٍ خاصَّة، والتراثِ الإسلامىِّ بصفةٍ عامَّة؛ ولذلك تَبَنَّتْ هذا المؤتمرَ، ودَعَتْ لِحُضُورِهِ كَوْكَبَةً مِنْ خِيرَةِ عُلَمَاءِ الحَدِيثِ وشيوخِ التحقيقِ الْمُتَخَصِّصِين المشهورِين بتقديمِ أعظمِ الْمُنْجَزَاتِ العلميةِ والبحثيةِ فى مجالِ خدمةِ السنةِ النبويةِ وتحقيقِ مصادرِها الزكيةِ راجيةً مِنَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - أن يُوَفِّقَهُمْ للوصولِ إلى نتائجَ طيبةٍ مباركة، تُتِيحُ للأمةِ الإسلاميةِ الإفادةَ منها فى ضُرُوبِ حياتِها، وفى مواجهةِ تحدياتِها.

 وَسَوْفَ يتناولُ هذا المؤتمرُ عِدَّةَ محاورَ، وذلك على النحوِ الآتى:

  1. تحقيقُ النَّصِّ الحديثىِّ بين أصولِ المحدثينَ ومناهجِ المحققينَ.
  2. ضوابطُ المحدثينَ فِى الجمعِ بين رواياتِ الكتابِ عن مؤلِّفِه والفصلِ بَيْنَهَا، ونماذجُ تطبيقيةٌ عَلَى ذلك.
  3. جمعُ النُّسَخِ الخطيةِ ومقابلتُها وأثرُ ذلك فى تحريرِ النَّصِّ الحديثىِّ.
  4. مواردُ الكتابِ ومصادرُه ودَوْرُها فى تحقيقِ النَّصِّ الحديثىِّ.
  5. إشكالياتُ تحريرِ وضبطِ النَّصِّ الحديثىِّ وكيفيةُ التَّغَلُّبِ عليها.
  6. كُتُبُ التراجِمِ والرجالِ والمؤتلفِ والمختلفِ وأثرُها فى تحريرِ أسانيدِ كُتُبِ الحديثِ.
  7. كُتُبُ الغريبِ واللغةِ ودَوْرُها فى ضبطِ مُتُونِ الحديثِ الشريفِ.
  8. التَّفْرِقَةُ بين أخطاءِ الْمُصَنِّفينَ والرُّوَاةِ وتَصَرُّفاتِ النُّسَّاخِ وكيفيةُ التعامُلِ معها.
  9. المقارنةُ بَيْنَ جُهُودِ الْمُسْتَشْرِقِينَ والمسلمينَ فى تحقيقِ النصِّ الحديثىِّ.
  10. التِّقْنِيَّاتُ الحديثةُ ودَوْرُها فى تحقيقِ النصِّ الحديثىِّ وفهرستِه.
  11. الفنُّ الإسلامىُّ وأثرُه فى طباعةِ النصِّ الحديثىِّ فى جمالٍ وجلالٍ.

وخِتَامًا: لا يَسَعُنِى إلا أن أُجَدِّدَ التَّرْحابَ بكم جميعًا، راجيًا اللهَ - تعالى - أن يَجْعَلَنا جميعًا مِنْ أهلِ العلمِ على الحقيقة، الذين هُمْ ورثةُ الأنبياءِ، فإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ".

فاللهم شَرِّفْنا جميعًا بِشَرَفِهِمْ، وامْنُنْ علينا بما أَعْدَدْتَ مِنَ الخيرِ والفضلِ لَهُمْ، ومرحبًا بِكُمْ فى مِصْرِكُمْ، وفى ساحاتِ أزهرِكُمْ، وبَيْنَ مُحِبِّيكُمْ.

واللهَ - تعالى - أسألُ أن يباركَ فِيكُمْ، وفى جَمْعِكُمُ الكريم، ومؤتمرِكُمُ الطيبِ الجميل، وأن يُحْسِنَ نِيَّاتِكُمْ، وأن يجعلَ خُطُواتِكُمْ فى ميزانِ حسناتِكُم، اللهم آمين.

۞۞۞

والآنَ مع كلمةِ فضيلة الأستاذِ الدكتورِ/ شوقى علام، مفتى الديارِ المصريةِ.

بعدها كلمةِ جمعيةِ الْمَكْنِزِ الإسلامى، يلقيها شيخِنا الإمامِ العلامةِ الأستاذِ الدكتورِ/ عَلِىِّ جمعة، عضوِ هيئةِ كبارِ العلماءِ بالأزهرِ الشريفِ، ومفتى الديارِ المصريةِ سابقًا، والأمينِ العامِّ لجمعيةِ الْمَكْنِزِ الإسلامى.

وبعدها مَعَ كلمةِ المشاركِينَ بالمؤتمرِ، يُلْقِيهَا نيابةً عنهم الأستاذُ الدكتورُ/ أحمدُ عُمَرَ هاشمٍ، عضوُ هيئةِ كبارِ العلماءِ بالأزهرِ الشريفِ، ورئيسُ جامعةِ الأزهرِ سابقًا، فَلْيَتَفَضَّلْ مشكورًا.

والختام مَعَ كلمة مشروع السنة المشرفة، يُلْقِيهَا فضيلةُ الأستاذِ الدكتورِ / أحمدَ مَعْبَدِ عَبْدِ الكريمِ، عضوِ هيئةِ كبارِ العلماءِ بالأزهرِ الشريفِ، والمشرفِ العلمىِّ على مشروعِ السُّنَّةِ المشرفةِ بجمعيةِ الْمَكْنِزِ الإسلامىِّ، فَلْيَتَفَضَّلْ مشكورًا.

بعدها نكونُ قد وَصَلْنا إلى ختامِ هذه الجَلْسَةِ الافتتاحيةِ لهذا المؤتمرِ، والشكرُ موصول، لجميعِ السادةِ الكرامِ الحضورِ، وآخِرُ دعوانا أَنِ الحمدُ للهِ رَبِّ العالمين، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

 

العودة لصفحة المؤتمر